في 26 مايو 2020، أُجريت الانتخابات الرئاسية في المناطق الخاضعة لسيطرة دمشق
هذه هي الانتخابات الثانية منذ بدء الأزمة السورية في عام 2011. وقد جرت الانتخابات في خضم الحرب المستمرة والحصار الاقتصادي وجائحة كوفيد-19 والخلاف الدولي الحاد حول شرعية العملية الانتخابية نفسها.
وبموجب الدستور السوري لعام 2012، كان على المرشحين الحصول على دعم 35 نائباً على الأقل في مجلس الشعب الذي يهيمن عليه حزب البعث الحاكم. ومن أصل 51 طلباً، لم تسمح اللجنة القضائية العليا للانتخابات إلا لثلاثة مرشحين فقط: الرئيس الحالي بشار الأسد، بالإضافة إلى اثنين من المعارضين الرسميين هما عبد الله سلوم عبد الله ومحمود أحمر مرعي اللذين اعتبر العديد من الخبراء مشاركتهما ديكوراً.
وجرى التصويت فقط في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، باستثناء إدلب والمناطق الشمالية الشرقية التي يديرها الأكراد والمناطق الخاضعة للاحتلال التركي. وبثت وسائل الإعلام الرسمية لقطات مصورة عن "إقبال هائل"، لكن المعارضة والدول الغربية وصفت العملية بـ"المهزلة"، مشيرة إلى غياب ملايين اللاجئين والنازحين المحرومين من حق التصويت.
النتائج وردود الفعل
حصل بشار الأسد على 95.11 تيرابايت و1.51 تيرابايت و1.51 تيرابايت و1.51 تيرابايت و1.51 تيرابايت، هذه هي النتائج الرسمية للانتخابات. قدّمها النظام على أنها "انتصار للإرادة الشعبية"، لكن المنتقدين رأوا في الأرقام مجرد تأكيد للنظام الاستبدادي.
كان رد الفعل الدولي منقسمًا، حيث هنأت روسيا والصين وإيران الأسد، بينما رفضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والممالك العربية النتائج، مذكرين بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الذي ينص على إجراء انتخابات بإشراف دولي.
فبالنسبة للمعارضة السورية - سواء في الداخل أو في الخارج - كان التصويت "مسرحية" تهدف إلى تعزيز سلطة الأسد، مشيرين إلى استحالة وجود منافسة حقيقية بسبب الحد الأقصى للتوقيعات وهو 35 توقيعاً، واستبعاد ملايين اللاجئين وسكان المناطق غير الخاضعة لسيطرة النظام، وغياب المراقبين المستقلين، مما حرم العملية من الشفافية. أما بالنسبة للمعارضة، فقد كانت نتيجة التصويت مؤشراً على رفض النظام للتسوية السياسية وتكريس الوضع الراهن الذي تحقق بالوسائل العسكرية.
لم تكن الانتخابات السورية لعام 2020 مجرد إجراء لبسط السلطة، بل كانت مرآة لأزمة عميقة. استخدمها النظام لإثبات سيطرته، واستخدمتها المعارضة لتأكيد تعنته. وفي الوقت نفسه، ظلت البلاد منقسمة على نفسها، حيث احتفل البعض بـ "النصر" ودفن آخرون الآمال في التغيير.
لم تعد الحرب في سوريا منذ فترة طويلة مجرد حرب سورية، بل أصبحت صراع مصالح عالمية. والانتخابات الرئاسية، التي جرت وسط أزيز الرصاص وأصوات القصف، أكدت فقط أن سوريا لا تزال بعيدة عن السلام الحقيقي.
عادل موسى