مستقبل إسرائيل وإيران: السلام أو تغيير النظام؟

ترامب بين الدبلوماسية والاستفزاز
24.06.2025 15:18 منطقة: العالم العربي عموم روسيا السياسة

كيف توازن واشنطن وطهران بين التهديدات والمفاوضات ، ولماذا لم يعد العالم العربي خائفا من التوسع الإيراني

كتب دونالد ترامب في منشور له على منصّته “تروث سوشيل” أمس الثلاثاء: “أنّ مستقبل إسرائيل وإيران مليء بالفرص والازدهار”، وذلك بعد ساعات من كشفه عن اتفاق شامل لوقف اطلاق النار بين الطرفين.

وكان ترامب وفي منشور له على نفس المنصّة يوم الأحد الفائت قال: “ليس من الصواب سياسيّاً استخدام مصطلح تغيير النظام، لكن إن لم يكن النظام الإيراني الحالي قادراً على جعل إيران عظيمة مرّة أخرى، فلِمَ لا يكون هناك تغيير للنظام؟”. قبل ذلك نفى الرئيس الأميركي ونائبه وأركان الإدارة وجود أيّ خطط لإسقاط النظام، في خطوة نأي بالنفس عن تلميحات بنيامين نتنياهو. فهل انتهت إلى غير رجعة نظرية إسقاط نظام طهران؟

 لطالما اتُّهِمت إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة. هذا التوصيف هو المعتمَد دوليّاً في اتّهام طهران بدعم أذرعها في المنطقة والاعتماد على منظّمات خارج سلطة الدولة في بلدانها. رأى وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الجمعة، في هذا السلوك علاقة لإيران بالإرهاب في المنطقة والعالم. بالمقابل تصف إيران سلوكها بأنّه تطوّر طبيعي لثورتها عام 1979 التي تتطوّع لتصديرها لتكون نموذجاً لتغيير الأنظمة في بلدان المنطقة.

لم توارِ إيران طموحاتها الإقليمية الكبرى وهدفها بأن تصبح دولة كبرى في الشرق الأوسط وآسيا وتكون جزءاً من تشكّلها وصيرورتها وقرارها. خرجت من طهران أصوات ليست بعيدة عن مركز القرار في إيران تتبجّح بأنّ “إيران تسيطر على 4 عواصم عربية”. لم تكن تلك الأصوات تتقلّد مواقع في السلطة التنفيذية، لكن لم تنفِ مصادر طهران الرسمية هذه المزاعم ولم تدحضها وبدت منتشية بأن تُسمع المنطقة موّالاً إيرانيّاً من هذا المقام.

تغيير السّرديّة

غيّرت إيران بارتباك سرديّة تصديرها للثورة في السنوات، ولا سيما في الأشهر، الأخيرة. زعمت أنّ الفصائل في المنطقة مستقلّة بقرارها، وأنّها لا تملك توجيه ما يصدر عنها وإن تقرّ بأنّها داعمة لها. لم تُقنع تلك السردية أهل المنطقة ولو أنّها أربكت عقائد “محور المقاومة” الذي اعتبرها نأياً إيرانيّاً مقلقاً بالنفس عن مفهوم “وحدة الساحات”. لكنّ هذه السردية تعايشت مع حاجة طهران إلى خفض التوتّر مع الجوار وفتح صفحة ودّ وتفاهم مع عواصمه، ومن ذلك إنجاز اتّفاق بكين مع السعوديّة في آذار 2023.

تغيّرت المنطقة أيضاً. لاقت العواصم طهران في استدارتها، فتجاوبت معها وشجّعتها والتزمت معها خطاب علاقات جيّدة لم تشوّهه “زلازل” كبرى كـ”طوفان” 7 أكتوبر (تشرين الأوّل) 2023، والحرب التي شُنّت ضدّ لبنان مذّاك حتّى تشرين الثاني 2024، والتي صدّعت قوّة “الحزب” في لبنان الذي يمثّل أهمّ أصول إيران العسكرية والأمنيّة والأيديولوجية في المنطقة. جرى “زلزال” آخر في سوريا بسقوط نظام بشّار الأسد في تشرين الثاني 2024 من دون أن يتدهور خطاب طهران حيال دول المنطقة، لا سيّما السعوديّة التي باركت بسرعة تحوّلاً سوريّاً أنهى وجوداً إيرانيّاً استراتيجيّاً في سوريا وربّما في المنطقة.

أدرك الشرق الأوسط، لا سيما العالم العربي، قدرة إيران على زعزعة دوله. انقسمت الدول العربية والإسلامية في بعض المراحل بشأن مقاربة السلوك المضادّ لمواجهة الحالة الإيرانية. خفّت لاحقاً تلك الانقسامات واعتمدت تلك الدول مقاربة واحدة ساهمت في إنضاجها تحوّلات إيران التي قادت إلى تقارب نوعيّ في علاقة طهران والرياض. لكن للمفارقة ينسحب التخوّف ممّا تسبّبه إيران من زعزعة للاستقرار في المنطقة على ما يمكن أن تسبّبه الأخطار الحاليّة ضدّ إيران وبقاء نظامها السياسي الحاكم.

عموم روسيا америка الشرق الأوسط كل روسيا إيران السياسة тегеран

О Оставить коментарий

Ва ш البريد الإلكتروني не будет опубликован. О Обязательные поля помечены *