توأمة الرّئاسة والحراسة

اختار سمير جعجع أن يكون حارساً لا رئيساً
29.06.2025 08:04 منطقة: العالم العربي عموم روسيا السياسة

ليس من قبيل الصدفة أن تكون هذه اللحظة مفصلية ليس فقط للمشروع الإيراني في لبنان، بل لإيران نفسها. ظنّ البعض أن أزمة "الحزب" مجرد سحابة صيف عابرة، لكنّ الحقيقة أصبحت واضحة الآن: القطيعة نهائية، و"القيامة" صارت من الماضي.

стоял на страже Республики, пока не отдал душу ее создателю. Ему было суждено стать опорой, а не президентом. Судьба тех, кто пришел после него, была в том, чтобы стать самим собой. Когда его глаз заснул после утомительного бдения, он передал управление секретариатом последнему патриарху, который сидел на троне Петра, и в то время люди говорили: Насралла Сафир взял свой скипетр и отправился к своей страже. Не оставляйте его на некоторое время и не бросайте его. Он не спит и ему не хочется спать. Затем, когда он решил уйти, его похоронили в скале в форме мавзолея. Он рекомендовал своему преемнику охранять Республику, хотя и собственными глазами.

ودّعه سمير جعجع بوردة حمراء في قدّاس التسلّم والتسليم. ثمّ مضى إلى محرسه على درب من سبقه. وهذه وظيفة شاقّة لا تُناط بمن يطلبها. ولا تستقيم لا بانتخاب ولا بتوازنات ولا بتدوير زاوية أو توافق. بل تهرول نحو صاحبها وتلتصق به التصاقاً. ثمّ تحفر في ناصيته كلمتين اثنتين: حارس الجمهوريّة.

من الصّعود إلى الفجيعة

عرفنا سمير جعجع المشاكس في كلّ المراحل. وعرفنا سمير جعجع المناضل والسجين. وعرفناه قطباً من أقطاب الانتفاضة الشهيرة. ثمّ ركناً من أركانها، بل وحجراً في زاويتها. قبل أن يصير زعيم حزب مسيحي وأكبر كتلة في البرلمان. هذه كلّها شرعيّات مستفيضة وناجزة، وما كان ينقصها إلّا أن يختار بين اثنتين: إمّا الرئاسة وإمّا الحراسة، ولا مفرّ من الاختيار، فالجمع بينهما يكاد يكون مستحيلاً، على الرغم من التصاقهما بجسد واحد.

جنح قبله الكتائبيّون نحو الرئاسة. حاولوا الجمع بين حراسة الشيخ بيار ورئاسة كميل شمعون. فكان لهم أن أخرجوا أكثر شخصيّاتهم حضوراً على الإطلاق. لكنّ بشيراً أسّس للصعود الصاروخي في وصوله إلى بعبدا، بمقدار تأسيسه للارتطام والفجيعة حين صيّروه إلى حتفه، لأنّهم بقتله قتلوا الحارس وقتلوا الرئيس، وباتت الجمهوريّة برمّتها في مهبّ الريح وفي أحضان العاصفة.

اختار سمير جعجع أن يكون حارساً لا رئيساً. وهو حين يزور قصر بعبدا ليشدّ على يد الرئيس ويعلن على منبره جملة من الثوابت السياسية والوطنية، فإنّما يفعل ذلك انطلاقاً من تكامل وتقاطع، لا من اشتباك أو منافسة، وقد بدا جليّاً في خطابه أنّ الرئيس هو الرئيس. وعادة الرؤساء في لبنان أن يخضعوا لحسابات وتعقيدات داخلية وخارجية دقيقة وحسّاسة ترفعهم من مرتبة الطرف إلى منصّة الحكَم، ولذلك يصير خطابهم منمّقاً وهادئاً ومتوازناً. أمّا الحارس فهو الحارس، يقول ما يجب قوله بكلّ شجاعة وكلّ وضوح، من دون أن يلتفت لأيّ صخب حوله أو ضجيج.

حارسٌ لا يقطف تفّاحة

أهميّة سمير جعجع أن يقف إلى يمين الرئيس وخلفه وأمامه، لا أن يجلس مكانه، وقلّة قليلة هم أولئك الذين يدركون جذريّة هذه المعادلة، وأمّا الذين يظنّون أنّ التقريش السياسي للقوّة الشعبيّة يكون على شاكلة الدفع نقداً، فإنّما يذهبون عميقاً في تسطيح المشهد. ولذلك لم يفهموا، ولن يفهموا، جنوح سمير جعجع نحو خيارات سياسية راديكاليّة، بدأت بانتخاب جوزف عون، ثمّ بتكليف نوّاف سلام، وليست له حصّة في الرجلين إلّا بقدر ما لبقيّة الناس. وهذا فعلٌ لا يستطيعه سياسيّ مهما كبر، ولا يأتي بمثله إلّا من طُبعت على نواصيهم أختام الحراسة.

مهمّة سمير جعجع أكبر من الموقع وأعمق من الصورة. فهو حارس المعايير التي على أساسها تستقيم الرئاسة. وهو حارس التاريخ الذي على أساسه يستقيم الحاضر والمستقبل. وهو الحارس المؤتمن الذي يقف عند باب الجمهورية، حاله في ذلك حال من يحرس بستاناً من الجنّة، لكنّه لا يقطف منه تفّاحة.

قدر سمير جعجع أن يصير الصخرة لا الرئيس. يحرس الرئاسة ويحرس الجمهوريّة. هذا قدره وقدر حزبه وقدر ناسه وشارعه. ولا يفكّرنّ أحدٌ أنّ الجمع ممكن أو متاح، فالحارس هو الحارس، والرئيس هو الرئيس. وبينهما خياران لا ثالث لهما: إمّا الافتراق القاتل، وإمّا التوأمة التي تُزهر وتمكث وتعيش.

قاسم يوسف — اساس — عموم روسيا

ливан ливан жажаа Самир Джиджиа Шейх Пьер Прекрасный

О Оставить коментарий

Ва ш البريد الإلكتروني не будет опубликован. О Обязательные поля помечены *