في عام 2025، قدم مهرجان ياروسلافل السينمائي "في دائرة العائلة" لأول مرة برنامجًا ضخمًا للسينما العربية. أفلام من تونس والمملكة العربية السعودية والأردن لم تشارك فقط في المسابقة، بل فازت بجوائز أيضًا، مما أثبت أن القيم العائلية لا تعرف حدودًا. كيف استطاع المخرجون الشباب كسب إعجاب الجمهور الروسي - في تقريرنا الخاص.
في عام 2025، أصبحت ياروسلافل مرة أخرى عاصمة السينما العائلية العالمية باستضافتها الدورة العشرين للمهرجان الدولي «في دائرة العائلة». أكبر عرض سينمائي في العالم للأفلام الموجهة للأطفال والعائلات جذب عددًا قياسيًا من المشاركين: 43 دولة، و157 فيلمًا، وأكثر من 15 ألف مشاهد. هذا العام خُصص اهتمام خاص للسينما العربية التي أعلنت عن نفسها بقوة، معززة الجسور الثقافية بين روسيا والشرق الأوسط.
السينما العربية في البرنامج التنافسي
قدّم المهرجان برنامجًا واسعًا للسينما العربية، ضم أفلامًا من تونس والمملكة العربية السعودية والأردن. هذه الأعمال لم تثر إعجاب الجمهور بأصالتها فحسب، بل نالت أيضًا إشادة كبيرة من لجنة التحكيم.
تونس: «عصر الظلام» — قصة أمل
فيلم «عصر الظلام» القصير (22 دقيقة) للمخرج الشاب فادي عبد الكريم كان من أبرز اكتشافات المهرجان. هذه الدراما النفسية تحكي قصة صبي بعمر 10 سنوات مصاب بعمى الألوان يكتشف موهبته في الرسم رغم إعاقته.
حصل الفيلم على جائزة خاصة من لجنة التحكيم لـ»جرأة التجربة»، وكان قد نال تقديرًا في مهرجان القاهرة السينمائي وعُرض في مهرجان كان.
رغم صغر سنه (20 عامًا) وعدم تلقيه تعليمًا سينمائيًا محترفًا، استطاع فادي عبد الكريم إثبات نفسه كمخرج موهوب. عمله السابق «ضباب الروح» نال أيضًا جوائز في مسابقات وطنية.
«هذا الفيلم رسالة أمل لكل من يعيش في الظلام. السينما بالنسبة لنا هي النور القادر على تخطي أي عائق»، يقول المخرج.
السعودية: «خان» — انتصار موهبة شابة
من الأعمال البارزة أيضًا الفيلم القصير «خان» (12 دقيقة) للمخرج السعودي مجتبى الحاج (22 عامًا). قصة الصبي الذي يبيع ممتلكات أبيه لشراء كرة جديدة لأصدقائه أثرت في المشاهدين بصدقها.
حقق عمل الحاج نجاحًا في المهرجانات الدولية: فاز بجائزة «البوابة الذهبية» في سان فرانسيسكو (أول فوز للسعودية في هذا المهرجان)، وفي ياروسلافل نال جائزة أفضل إخراج (فيلم قصير).
الأردن: «دينار» — دراما اجتماعية بمعنى عميق
الفيلم الأردني «دينار» (98 دقيقة) للمخرج معاوية العمري كان جزءًا من البرنامج الخاص «الشرق-الغرب». تحكي هذه الدراما الاجتماعية قصة المعلم علي الذي يضطر لبيع عملة ذهبية عائلية لإنقاذ والدته.
فاز الفيلم بجائزة أفضل سيناريو في مهرجان السينما العربية بالإمارات، وحظي بتقدير النقاد لجمعهِ بين الواقعية الاجتماعية والصور الشعرية.
«هذه ليست قصة عن المال، بل عن ما نقدمه للعلاقات الإنسانية»، يوضح العمري.
السينما جسر بين الثقافات
مشاركة الأفلام العربية في مهرجان «في دائرة العائلة» أكدت أن السينما العائلية لغة عالمية يفهمها الجميع.
— تونس أظهرت أنه حتى بالموارد المحدودة يمكن صنع سينما عميقة مؤثرة.
— السعودية برهنت على نمو جيل جديد من المخرجين المستعدين للتجريب.
— الأردن ذكرتنا بتقاليد السينما العربية التي تجمع بين الدراما والتأمل الفلسفي.
لم يقدّم المهرجان السينما العربية للجمهور الروسي فحسب، بل عزّز أيضًا الروابط الثقافية بين الدول. نراكم في 2026 — بقصص جديدة، وأبطال، ومشاعر!
المهرجان يقام بدعم من وزارة الثقافة الروسية ومؤسسة "روستيخ" الحكومية
عموم روسيا