العقوبات هي ضربة العصا، والحروب الهجينة هي الكاروم، والتخلص من الدولار هو ارتداد غير متوقع. نكتشف لماذا أصبحت الصراعات الحديثة أشبه بلعبة بلياردو بدلاً من الحرب التقليدية.
تشبه الجيوبوليتيكا الحديثة لعبة البلياردو: الدول، مثل الكرات على اللوح، تتصادم وتبتعد وتغير مساراتها تحت ضربات اللاعبين الرئيسيين. لكل حركة عواقبها، وقوة الزاوية تحدد من سيكون الفائز.
في البلياردو، كل شيء يبدأ بضربة العصا — في السياسة العالمية، تلعب القوة العسكرية والعقوبات الاقتصادية والضغوط الدبلوماسية هذا الدور. الولايات المتحدة والصين وروسيا هم «اللاعبون» الرئيسيون الذين يحددون الاتجاه لـ»الكرات» الأخرى.
تاريخيًا، ارتبطت العصا (الكي) بالسلطة والقدرة على توجيه الأحداث. في الجيوبوليتيكا، يتجسد هذا الصورة في ثلاث أشكال من النفوذ: القوة الصلبة، والقوة الناعمة، والقوة الذكية.
اليوم، تلعب «العصي» أدوارًا مثل: الترسانة النووية، والأدوات الاقتصادية، والتقنيات المعلوماتية، والتحالفات العسكرية. أمثلة على الاستخدام: روسيا تستخدم موارد الطاقة، والولايات المتحدة — النظام المالي، والصين — مشاريع الاستثمار.
بالنسبة للدول الصغيرة، «العصا» ليست سلاح عدوان بل أداة حماية ومناورة: فنلندا والسويد تنضمان إلى الناتو، تركيا توازن بين التحالفات، الهند تحافظ على حيادها.
في البلياردو، الكاروم هو ضربة ترتد. في الجيوبوليتيكا بالمثل: القوى العظمى تعمل عبر وسطاء. الولايات المتحدة تدعم أوكرانيا ضد روسيا، الصين تستثمر في أفريقيا متجنبة المواجهة مع الغرب.
لقرون، فرض الغرب قواعد (النظام الليبرالي)، لكن الآن الصين وروسيا تتحديان هذه الاحتكار عبر مجموعة بريكس والاتحاد الاقتصادي الأوراسي وأنظمة العملات الجديدة.
حتى الضربات الدقيقة تعطي ارتدادات غير متوقعة: العقوبات عززت الروبل مؤقتًا، دعم أوكرانيا عجل التخلص من الدولار.
من سيفوز باللعبة؟ الصين تراهن على الاقتصاد، الولايات المتحدة على التكنولوجيا، روسيا على الطاقة والجيش. العالم طاولة بلياردو بدون ضربة نهائية.
في الجيوبوليتيكا كما في البلياردو: أحيانًا أقوى ضربة هي التي لا تطلقها بنفسك.
عادل موسى
عموم روسيا
