روسيا تدعو لنظام عالمي عادل مع حقوق متساوية لإفريقيا

إصلاح النظام ما بعد الاستعماري أصبح ضرورة ملحة
26.07.2025 19:34 منطقة: روسيا عموم روسيا السياسة

في اجتماعات مجموعة العشرين بجنوب إفريقيا، عرض ألكسندر بانكين نائب وزير الخارجية الروسي موقف بلاده الداعي لإصلاح جذري للمؤسسات الدولية لوقف استغلال إفريقيا. وأكد أن النظام الحالي الذي يهيمن فيه الغرب على عملية صنع القرار يحرم الدول النامية من المشاركة الكاملة في الحوكمة والوصول العادل إلى الموارد. وفي مقابلة مع تاس، أوضح الدبلوماسي العلاقة بين دمقرطة النظام العالمي والتنمية المستدامة للقارة.

أكد ألكسندر بانكين، نائب وزير الخارجية الروسي، أن سياسة بلاده تستهدف إقامة نظام دولي عادل يُعزز التنمية المستدامة لجميع شعوب العالم، بما في ذلك الدول الإفريقية. جاء ذلك خلال مشاركته في اجتماعات مجموعة العشرين حول قضايا التنمية بجنوب إفريقيا. 

وأوضح بانكين: «تهتم روسيا بالقضاء على التفاوت لضمان حصول الدول الإفريقية والنامية ليس فقط على موارد وتمويل متكافئ، بل أيضاً على دور في إدارة المؤسسات الدولية، بما فيها الاقتصادية، لضمان سماع صوتها. الوضع الحالي، مع استمرار الممارسات شبه الاستعمارية للغرب تجاه إفريقيا، يجعل التنمية المستقرة والتقدم الاجتماعي مستحيلين. نحن نتحدث عن إعادة هيكلة جذرية للنظام العالمي، وعن دمقرطة العلاقات الدولية. الدول الإفريقية تدرك جهود روسيا لتحقيق هذه الأهداف». 

أشار بانكين إلى إدراك القادة الأفارقة لحاجة العالم إلى تغييرات جذرية، قائلاً:

«يتحدثون صراحةً عن أن المساعدات المالية لن تكفي لتحقيق التنمية. هناك وعي بأن القواعد العالمية يجب أن تتغير لخرق النظام ما بعد الاستعماري. هذه مهمة عاجلة في ظل غياب القواعد اليوم، مع الحروب التجارية والعقوبات والضغوط السياسية». 

إصلاح النظام العالمي: ضرورة ملحة 

رئاسة جنوب إفريقيا لمجموعة العشرين 

ترأس بانكين وفد روسيا في اجتماعات مجموعة العمل الخاصة بالتنمية، التي انعقدت في متنزه سكوكوزا الوطني. وحول أجندة الاجتماع، قال: «تركز المناقشات على مكافحة التدفقات المالية غير المشروعة وتعزيز الحماية الاجتماعية لخدمة التنمية. هناك مفارقة تتمثل في تساوي حجم تدفق رأس المال إلى إفريقيا مع خروجه منها، مما يعني استنزاف ثروات القارة دون استفادة شعوبها. هذا الوضع يجب أن يتغير لأنه يخل بسلام العالم». 

بريكس ومجموعة العشرين: نقاط تقاطع 

وأشاد نائب وزير الخارجية الروسي برئاسة جنوب إفريقيا لمجموعة الـ20، التي بدأت في 1 ديسمبر 2024 وستنتهي في نوفمبر. وقال بانكين: «جنوب إفريقيا تتولى رئاسة مجموعة الـ20 بشكل جيد وقد اضطلعت بالمهمة بشكل جيد. لقد مر نصف فترة رئاستها، ونحن الآن في يوليو. وقد تمكنت من عقد اجتماعات لعدد كبير من الأفرقة العاملة في مختلف المجالات، وحددت بريتوريا بوضوح أولويات رئاستها. ستظل هناك اجتماعات وزارية قبل القمة، التي ستعقد في 22–23 نوفمبر». 

وفقاً لبانكين، فإن الجانب الروسي مسرور بالرئيس. وقال

«هناك تنسيق جيد بين جنوب إفريقيا وروسيا في إطار مجموعة الـ20. هناك تفاهم ودعم متبادل بيننا. بشكل عام، تمكنت جنوب إفريقيا من إبقاء عمل المجموعة بطريقة غير تصادمية، مما يخلق فرصاً للتوصل إلى اتفاقيات بمشاركة جميع الدول حيثما أمكن ذلك». 

بريكس ومجموعة العشرين 

وأشار ألكسندر بانكين إلى أن هناك تداخلاً في قائمة القضايا التي تعمل عليها مجموعة بريكس ومجموعة العشرين حالياً برئاسة جنوب إفريقيا. وقال:

«هناك مواضيع مشتركة على جدول الأعمال، وهذا أمر طبيعي لأن المشاكل التي تواجهها الدول الرائدة في العالم متشابهة. موضوعات بريكس ذات صلة بالعالم بأسره، ودولها أعضاء في مجموعة العشرين. لكن يجب أن نضع في الاعتبار أن بريكس تقدم حلولاً أقوى. ذلك لأنها تجمع دولاً متشابهة في التفكير. أما في مجموعة العشرين، فالوضع مختلف بسبب الانقسام بين الغرب والبلدان النامية، مما يصعّب الوصول إلى حلول وسط». 

وأضاف نائب وزير الخارجية الروسي أن أجواء العمل إيجابية بين دول البريكس داخل مجموعة العشرين والتجمعات الدولية الأخرى، مما ينعكس إيجابًا على العلاقات الدولية بشكل عام.

قال: "صوت دول البريكس مسموع بوضوح في مجموعة العشرين، وهذا ينطبق أيضًا على منصات أخرى. فمثلاً، تجري الآن الاستعدادات لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (آبيك)، حيث يوجد أيضًا تقاطع في الموضوعات بين البريكس ومجموعة العشرين فيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية والمالية والاجتماعية، وكذلك القضايا المناخية والبيئية". 

بريتوريا، 26 يوليو/ تاس. 

عموم روسيا

О Оставить коментарий

Ва ш البريد الإلكتروني не будет опубликован. О Обязательные поля помечены *